طائر النورس وحكاية فلسطين الأسيرة!

ذكرى النكبة الـ ….
الحمد لله والله اكبر … سبحانه ما كان اسمه على عسر الا تيسر …ولا شيب بقلب كدر الا تطهر …ولا رمي به عدو الا تكسر …صلي اللهم على المجاهد الابر الاشجع الاطهر …ذي الجبين الاغر …والوجه الازهر …وعلى الال والصحب والتابعين …وبعد…

“ليس لديًّ ورق، ولا قلم. لكنني… من شدّة الحرِّ، ومن مرارة الألم يا اخوتي لم أنم. فقلت ماذا لو تسامرت مع الأشعار وزارني في زنزانتي السوداء زارني طائر النورس.

قلت يا للجريء في الزوّار. حدِّث!.. أما لديك عن عالمنا أخبار؟! فإنني يا طائري الحزين، من مدّة لم أقرأ الصحف هنا. لم أسمع الأخبار. حدّث عن الدنيا، عن الأهل، عن الأحباب لكنه بلا جواب! صفّقَ بالأجنحة البيضاء … واوشك على الرحيل!

فصحت: يا للغريب في الزوار. مهلاً! ألا تحمل أنبائي إلى الأصحاب؟.. أمي ابي اخي الصغير….واقصاي الاسير ….

لم يجب … رد علي بصمت صارخ جارح …لكني نظرت الى عينيه فوجدته يقول
لقد جاء الزمن الذي فيه حرب الصمت . فها انا اخلع صوتي تماما كما يخلع الاخرون شعاراتهم ومبادئهم …كما علقوا ضمائرهم خوفا من الحياة بشرف … زمن النزول المفاجئ للقيم …قيمة الانسان …
زمن الوطن التنازلي …فيه قذفت المبادئ من اعلى القمم ليعلن بداية الزمن الجديد فقد انتهى الزمن الوديع في خيباته وجاء زمن الموت المفاجئ والحرب والدمار …فمتى يمر قطار الجنون من هنا ….

ما بك يا طائري حزين ؟
فقال اليوم يصادف ذكرى مرور ست وخمسون سنة على جرحي
فقلت مندهشة ! ستة وخمسون سنة وما زلت تنزف , واي جرح هذا؟
استنقط الطائر الالم وابدع التعبير … وقال لن يكون ردي على سؤالك جميلا …واعذريني فلي دمعة اثرت الرحيل
تخونني الكلمات ها هنا …ترفض الخروج لاستكين …هي كالبركان في قلبي …تزيد قيه الانين …وقد ادمع القلب حزين
لست ادري ما اقول …فقمري قد ال الى الافول
مرة اخرى تخونني الكلمات فماذا اقول ؟؟؟
لست انسى يومي هذا …يوم ان احتلت ارضي كاملة …واعلن عن قيام دولة اسرائيل على حساب تشريد شعبي الفلسطيني الى الشتات …
انها ذكرى النكبة …ذكرى الجرح وذكرى التشريد …ذكرى اقتلاع شعب كامل من ارضه ووطنه ليسكن مكانه ويغتصب تلك الارض شعب اخر بقوة السلاح
ذكرى
وتابع بصوت منكسر … هي ذكرى مجازر دير ياسين, وبلدة الشيخ ,وباب العمود وابو كبير واللد
هي ذكرى احتلال حيفا وعكا ويافا وطبريا ….
فانهارت دموعه وواصل قائلا … لقد رايت ابشع الجرائم ترتكب بحق شعبي
رايت الحاجة ام سليم … ليرجع بها الزمان عندما كانت طفلة كغيرها من الاطفال في ذلك الوقت ,حرمت من حنين وحب الام وعاشت تحت عطف جدتها مع اخوانها , بينما توفيت شقيقتها الصغرى بعد ايام قليلة من استشهاد والدتها ….
في تلك الليلة الظلماء وتحت قصف المدفعيات وازير الرصاص هجرت عائلة نجم من قرية اسدود هاربة بحثا عن مأوى امن يحميها …شدت الام رحالها وامطت صهوة الحصان وحملت بحضنها طفلتيها الرضيعتين …بينما سار الاطفال الاخرون على اقدامهم حول الحصان باجسادهم النحيفة ووجوههم العابسة حزنا وخوفا من بنادق الاحتلال التي لا تفرق بين شيخ وطفل او رجل وامراة
وكانت ام سليم ذلك الحين لا تتجاوز السنتين …وحدث ما كانوا يحسبون …برزت مجموعة من الجنود واطلقت وابلا من الرصاص فاستقرت واحدة في صدر امها …واخرى اصابت الحصان فقتلا ..واصيبت هي برجلها اليمينى …وتشتت العائلة رعبا من الاتي …حملت هي الى المستشفى الانجليزي تنزف وبقيت اختها الصغيرة بحضن امها ثلاثة ايام ترضع من ثدي امها المتوفية حتى فارقت هي الحياة ايضا !

قاطعته قائلة عذرا يا طائري السجين …عذرا اذا تماديت في الحلم لاسالك عن الاحباب …عذرا اذا ارخيت على قلبك اثقال اوجعتك واجعتني ….عذرا اذا التقيت معك في الزمن الخاطئ

اسالك ان تصمد … وتلتقط في السكينة هذا النبض الذي يسري ويرتدي خيوطا تصوغها الاهات …
يا طائري السجين …ابقى معي لتضيئ مساحة من نور …ويكفي ان تدرك وعد الرحمن لتصمد وتقاوم الهزل والقهر والانكسار…

لملم جراحك…لمم الزمن الذي ضاع …لملم الالم الذي نخر العروق وكفكف دموعك واذهب لتبحث لي عن غصن زيتون …
هنا بدا الحلم وهنا انتهى …وها هي الحكاية تتكرر … مع اختلاف للزمان والاسماء …
والاحداث هي هي …
اغتيالات الماقومين …اخرها الشيخ المجاهد احمد ياسين والبطل الفد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي
واعتقالات قاداتنا الشيخ رائد صلاح واخوانه …وغيرهم من اخوننا الاسرى والمعتقلين …

هؤلاء الرجال الذين لا يقاسوا بقوة حماسهم ولا باجسامهم ….بل بقوة ايمانهم …
ان في استشهاد هذا الشيخ المقعد لايات يرسلها لنا رب السماء لنتعظ بها واني عندما رايت هذا العدد الهائل الذي انتفض نفضة واحدة هزت مشارق الارض ومغاربها وصرخت صرخة الشهادة والتوحيد …جلست مع نفسي لاسالها ؟ وانت ماذا قدمت لشعبك وامتك ؟ ماذا فعل هذا الشيخ من عمل خير حتى قبل الله شهادته ان شاء الله وختم حياته بصلاة الفجر …
فاخذني الفضول لابحث عن ادق تفاصيل حياته لاعرف الاجابة
وجدته قوام الليل صوام النهار رغم شلله وضعف جسده …وجدته عزيز النفس لا يقبل ان ياخذ معاش تقاعده ليوزعه على الفقراء …وجدته قارئ القران في الفجر وقبل نومه … محافظا ومصرا على شهادة الصلاة مع الامام في المسجد …

فقلت في نفسي ويحا لك يا نفس …اوتزعمين حب فلسطين وقد سبقك هذا الشيخ المقعد ؟
هذه هي الطريق …الى كل من يحب فلسطين …الى كل شاب يريد ان يلقى الله بنفس مطمئنة …الى كل حريص على عدم تدنيس مسرى الرسول فكيف يا محب ترضى بتدنيس ارض وطات قدما رسول الله صلى الله عليه وسلم عليها ….
وهذه وصية الشيخ اليكم اخوة واخوات ….

حان الوقت يا أبنائي ويا أحفادي لترجعوا إلى الله تعالى وتتوبوا إليه، حان الوقت لتدعوا التفاهات من حياتكم وتنحوها جانباً، حان الوقت لتوقظوا أنفسكم وتصلوا الفجر في جماعة، حان الوقت لتتعلموا وتتثقفوا وتخترعوا وتكونوا سباقين على الغير، حان الوقت لتتحلوا بالأخلاق وتنفذوا ما في القرآن وتقتدوا بالنبي محمد {، وتتقربوا من ذلك النبي الأعظم..
أدعوكم يا أبنائي للصلاة في ميقاتها، وأريدكم يا شباب الأمة أن تعرفوا وتقدروا معنى المسؤولية، وأن تتحملوا مشاق الحياة وأن تتركوا الشكوى، وأن تتجهوا إلى الله عز وجل، وتستغفروه كثيراً ليمنحكم الرزق، وأن توقروا الكبير وترحموا الصغير، أطلب منكم يا أحفادي الصغار ألا تشغلكم قنوات الأغاني المرئية والمسموعة، وأن تعرضوا عن كلمات الهوى والعشق والحب، وأن تستبدلوا بها كلمات العمل والفعل، وذكر الله، وألا تنساقوا وراء الشهوات.

أما أنتن يا فتيات الأمة، حفيداتي: استحلفكن بالله أن تتمسكن بالحجاب الحق الذي يستر العورات، وأستحلفكن بالله أن تحتمين بدينكن وبالرسول الكريم، واقتدين بأمكنَّ خديجة وأمكنَّ عائشة، اجعلنهما نبراس حياتكن، وأطلب منكن أن تستعددن لما هو آت.
استعدوا بالعلم والدين، استعدوا للعمل بحكمة: اخشوشنوا، وتعلموا كيف تعيشون في ظلام دامس، علموا أنفسكم كيف تعيشون لأيام بلا أجهزة كهربائية وإلكترونية، حين يمنع العدو ذلك، علموا أنفسكم كيف تعيشون في ظل حياة قاسية، علموا أنفسكم كيف تحمون أنفسكم وكيف تخططون لمستقبلكم، تمسكوا بدينكم وخذوا بالأسباب وتوكلوا على الله”.

وافضل ما اختتم به رسالتي هذه اليكم التي نريدها رسالة محاسبة ومعاتبة تحيي فينا بكل عزم وايمان حب الله ورسوله …لنكون من انصار رسوله …. ولن يخلف الله وعده
اننا من هنا نبعث تحية الصمود الى اخوتنا وشيخنا …شيخ الاقصى رائد صلاح واخونه
ابو سمرة والصوفي وابو انس وناصر خالد لتصل اليهم وتشد من ازرهم والله ولي الصابرين.

كتبتها في ذكرى النكبة - 2003
……………………………………..

وللنصر طعم اوله مر لكن اخره عسل
وقد يطول الزمان ويبقى في الحلق بعض الاثر
وما هي الا لحظات ينتهز فيها الفرصة ليقاوم
ويرتشف كاس ماء نقي شفاف
فيدرك حينها طعم العسل!

ولنكن نحن ذلك الجيل …. الماء النقي الشفاف

وعسى ان يكون قريب!
كلمات مبعثرة تجسد المأساة…وتشعل شمعة لتنير دربنا بالامل!

لا تنسوني من الردود Embarassed

بنشكرك يا دمعه وطن على موضوعك

manegar كتب:: بنشكرك يا دمعه وطن على موضوعك

العفو , وميرسي على الرد

موضوع حلو ميرسي دمعة .............. Smile

العيون الجريئة كتب:: موضوع حلو ميرسي دمعة ..............

ميرسي لإلك

أسعدني مرورك

» زاهررررررمن فلسطين احلى شب بستار اكاديمي5 من فلسطين
» لا لبيع فلسطين ...
» ابن فلسطين فادي اندراوس
» عاشق من فلسطين محمود درويش
» كأس فلسطين لشباب وادي النيص